الزواج العرفي لا يعطي الزوج الحق في اتهام شريكته بالخيانة، ولا بد أن تكون هناك دلائل على الخيانة مثل التسجيلات.
بقلم : سعاد محفوظ
القاهرة – ينظر المجتمع المصري بدوره للخيانة الزوجية التي تقوم بها المرأة بغضب شديد، ويراها سبب تدمير الأسرة أما خيانة الرجل فهي مرفوضة، ولكن قد يقبلها المجتمع بنوع من الاشمئزاز وليس أكثر في حين أن الزوجة الخائنة لا يقبلها المجتمع إطلاقا حتى وإن قالت إنها ظلمت أو أن الرجل هو السبب، فلا يجب من وجهة نظر الناس أن تسقط الزوجة التي تمثل الأم وتربي الأطفال وتعد جيلا جديدا للحياة في الخيانة.
وأوضحت الباحثة الاجتماعية إلهام العشماوي أنه خلال حوالي أربع سنوات، فترة دراستها عن جرائم الخيانة الزوجية، قامت ببحث ضم 101 حالة واكتشفت أن 52 بالمئة من النساء اللاتي شملهن البحث أقدمن على الخيانة بسبب مشاكل جنسية مع الأزواج وأهمها الضعف الجنسي لدى الزوج.
وتزوجت نسبة 67.3 بالمئة منهن زواجا تقليديا بناء على ترشيح الأهل للزوج، وفكرت نسبة 77 بالمئة منهن في الطلاق ولم يقدمن عليه خوفا من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، وأزيد من نسبة 10 بالمئة أقدمن على الخيانة رغبة في الانتقام من الزوج، وقد تراوحت أعمار الفئة من المتزوجات اللاتي أقدمن على الخيانة بين 35 و40 عاما، حيث تنضج المرأة في هذه السن وتتولد لديها عوامل نفسية وبيولوجية تدفعها إلى الخيانة.
ويؤكد رجل القانون والمحامي عمرو اسماعيل أن أسباب الخيانة الزوجية التي تقوم بها المرأة متعددة وظروفها غالبا ما تكون معقدة، حيث أنه حتى يقوم الزوج برفع دعوى زنا واتهام زوجته بالخيانة لا بد أن تكون هناك علاقة زوجية قائمة وصحيحة وموثقة بوثيقة رسمية، فالزواج العرفي مثلا لا يعطي الزوج الحق في اتهام شريكته بالخيانة، ولا بد أن تكون هناك دلائل قوية على خيانة زوجته مثل التسجيلات والرسائل أو إقرار أحد الطرفين بذلك، والزوج هو الوحيد الذي يستطيع إقامة الدعوى والتنازل عنها في أي وقت حتى بعد صدور الحكم.
وتقوم بالتحقيق في تهم خيانة الزوجات النيابة وتحولها إلى محكمة الجنايات لأنها جناية، لكن عقوبتها شبيهة بعقوبة الجنحة إذ يتراوح الحكم فيها ما بين 6 أشهر -مع إيقاف التنفيذ- وعامين، ويضيف إسماعيل أن هناك الكثير من الأزواج لا يقدمون على الإبلاغ عن هذه الجريمة خوفا من الفضيحة، وأحيانا يتم اختلاقها بالاتفاق مع شخص آخر حتى يستغل الزوج الواقعة في إجبار الزوجة على التنازل عن حقوقها، وهذا الاختلاف يحدث بسبب سعي الزوج لمنعها من رؤية أطفالها، وإسقاط حقها في الحضانة.
ويقول أستاذ الطب النفسي سعيد عبدالعظيم حول سمات المرأة الخائنة بشكل عام إن العديد من الدراسات تناولت الرجل الآخر في حياة المرأة، وقد كشفت أن حالات الخيانة متعددة ومتشابهة، ودائما هناك سمات نفسية محددة للمرأة الخائنة، فهناك نوع من النساء يعرف بذات الشخصية السيكوباتية وهي نموذج بشع لأن صاحبته لديها استعداد للانحراف منذ مراحل نموها المبكرة، ويرجع ذلك إلى التركيبة الهرمونية وطريقة التربية والبيئة.
علماء النفس: لحظات الضعف التي تنتاب المرأة في حالات تمردها تجعلها تبحث عن علاقة خارجية
وهناك المرأة ذات الشخصية الهستيرية وهي التي تسعى إلى الخيانة هروبا من الملل، وبجانب هذه الأنواع نجد أحيانا المرأة المتزنة العاقلة المثقفة التي تجد نفسها فجأة متورطة في علاقة ما.
وتبدأ فكرة الخيانة في الدخول إلى عقل المرأة عندما يكون لديها شعور بعدم الرضا على حياتها الزوجية والأسرية والاجتماعية.
ويتكون شعور الزوجة بالنقص العاطفي عند إحساسها بإهمال زوجها لها، وتكون الأسباب في ذلك كثيرة ومتنوعة ومن أهمها تغير طباع الزوج واتساع هوة الخلافات مع زوجته.
وفي بعض الحالات تندفع المرأة نحو الخيانة بتحريض غير مباشر من إحدى الشخصيات التي تتأثر بها في محيطها العائلي أو الاجتماعي مثل صديقاتها، وبالطبع ليس كل من تعاني متاعب زوجية تستسلم للخيانة.
وتقضي بعض السيدات المتزوجات علىالشعور بالحرمان المعنوي أو العاطفي وحتى المادي عن طريق إغراق نفسها في المسؤوليات العائلية، فتكرس جل وقتها للاهتمام ببيتها وأبنائها إن وجدوا أو عملها.
ويوضح المختص في علم النفس أن لحظات الضعف التي تنتاب المرأة في حالات تمردها تجعلها تبحث عن علاقة خارجية، أي خارجة عن إطار الزواج وغالبا بعيدة عن العلاقات العائلية المشتركة، وهذه العلاقة تأخذ صورتين: إما تستمر خفية أو تقتصر على العلاقة العاطفية الرومانسية حيث تشعر باهتمام الرجل الآخر دون مصارحته.
ويتحمل الزوج في هذه الناحية جانبا من مسؤولية إهمال زوجته وعدم الاكتراث لمشاعرها ولتحقيق رغباتها.
ويرى أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر عبدالمنعم عبداللطيف أن الإسلام أقام العلاقة بين الزوجين على أسس ثابتة هي السكن والمودة والرحمة، وجعل منها رابطة مقدسة، ولاستمرار هذه العلاقة على أحسن ما يكون لا بد أن تتوافر الأمانة في الزوجين فتكون الزوجة أمينة على مال زوجها وأسراره وعرضه وأبنائه، لذلك إذا أساءت وأهملت حقا من حقوق زوجها كان ذلك إثما كبيرا وذنبا عظيما ويزداد هذا الذنب جرما إذا وصل إلى حد الخيانة.
وإذا حدث ذلك وأخطأت الزوجة في حق نفسها وفي حق زوجها ثم تابت وتحسرت وندمت كان لزاما عليها أن تصارح زوجها بالأمور التي لا تمس العرض والشرف وتطلب عفوه، أما ما يتصل بالعرض والشرف من خيانة فإن التصريح بذلك يؤدي غالبا إلى متاعب كثيرة من أخطرها هدم استقرار الأسرة، وحرصا على سلامة هذا البناء الأسري وبقاء استقراره تنصح المرأة بألا تخبر زوجها بخطئها وأن تكفر عنه بكسب رضاه عنها.
وتظل الخيانة الزوجية منبوذة اجتماعيا لتداعياتها على الزوجين وعلى الأبناء خصوصا حيث تكون سبب لانتهاء الزواج.
بقلم : سعاد محفوظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق