قال المجلس القومى للمرأة إن النساء ظهرن فى دراما رمضان كضحايا للعنف والتحرش، فيما ظهرت بعض السيدات على اعتبار أنهن يمارسن «الابتزاز» ضد الرجل فى أعمال درامية معروضة حالياً، معتبراً أن الشخصية التى قدمتها الفنانة هيفاء وهبى فى مسلسل «الحرباية» شوهت صورة «الست الشعبية».
وأضاف «القومى للمرأة» فى تقرير أولى أصدرته لجنة الإعلام فى المجلس، برئاسة الدكتورة سوزان القلينى، عن صورة المرأة فى الأعمال التليفزيونية المقدمة خلال شهر رمضان الحالى، سواء على المستوى البرامجى أو الإعلانى أو الدرامى للخروج بمؤشرات حول صورة النساء فى هذه الأعمال، أن الإعلانات المقدمة للتبرعات أشبه بـ«التسول» وليس الحث على المشاركة المجتمعية.
وأجرت اللجنة حصراً شاملاً للمسلسلات المقدمة فى القنوات الفضائية المصرية، التى تم عرضها مع بداية شهر رمضان، البالغ عددها 30 مسلسلاً، وهى «هذا المساء - كفر دلهاب - واحة الغروب - الحساب يجمع - لا تطفئ الشمس - لمعى القط - إزى الصحة - قصر العشاق - الحصان الأسود - ريح المدام - الجماعة 2 - كلبش - ظل الرئيس - الحلال - رمضان كريم - الحرباية - حلاوة الدنيا - لالا لاند - طاقة نور - لأعلى سعر - اللهم إنى صائم - طاقة القدر - عشم إبليس - الزيبق - أرض جو - 30 يوم - هربانة منها - وضع أمنى - عفاريت عدلى علام - خلصانة بشياكة»، وتعرض هذه المسلسلات على العديد من القنوات، ومنها: قنوات سى بى سى - قنوات الحياة - قنوات النهار - ON E - DMC - قنوات MBC).
وكشف التقرير عن أن هناك أكثر من 13 مسلسلاً بطولات نسائية مطلقة أو مشاركة متساوية مع الفنانين الذكور، مثل «أرض جو - الحساب يجمع - هربانة منها - الحلال - الحرباية - لأعلى سعر - حلاوة الدنيا - فى اللالا لاند - الحالة ج - 30 يوم - لا تطفئ الشمس - واحة الغروب - رمضان كريم»، مشيراً إلى «سيطرة شركات الإنتاج الخاصة على إنتاج وتسويق المسلسلات معظم أعمال هذا العام على القنوات الفضائية الخاصة أو العامة».
تقرير لجنة الإعلام بالمجلس: الإعلانات المقدمة للتبرعات أشبه بـ«التسول» وليس الحث على المشاركة المجتمعية.. و«هيفاء» شوهت صورة «الست الشعبية»
وأوضح التقرير ظهور «التصنيف العمرى» للمرة الأولى فى الفضائيات المصرية، حيث قررت الرقابة العامة على المصنفات الفنية المصرية بإيعاز من المجلس الأعلى للإعلام تطبيق معايير هذا التصنيف العمرى للمشاهدة على المسلسلات وهى: عرض عام، عرض إرشاد عائلى، عرض فوق 12 عاماً، عرض فوق 16 سنة.
كما ارتفع، وفق التقرير، عدد القضايا التى تخص المرأة والتى تمت مناقشتها فى المسلسلات المقدمة حتى الآن، وهى 18 قضية، تتمثل فى المشاكل الأسرية، بما فيها حدوث عنف ضد المرأة، وقضايا عمل، وتربية الأبناء، وقضايا تمكين المرأة، والتحرش، فضلاً عن مشاكل الصحة، الزواج، وقضايا التمييز، والمشاكل القانونية، ومشاكل التعليم، والطلاق، وتعاطى المخدرات، وابتزاز المرأة، والزواج بالإجبار، والزواج غير الشرعى، وعدم تحقيق الأمان، وأخيراً أعمال السحر والدجل والشعوذة.
وانتقد التقرير انتشار المشاهد المليئة بالمخدرات والألفاظ والملابس الكاشفة والخارجة فى مسلسل «الحرباية»، كما تم تشويه سمعة المرأة فى الأحياء الشعبية، لأن الشخصية التى أدتها الفنانة هيفاء وهبى تنتمى إلى حى شعبى وتزوجت أكثر من رجل فى نفس الوقت، علاوة على اعتماد بعض المسلسلات على الإيحاءات الجنسية التى تنتهك خصوصية المرأة وتتعمد إحراجها مثل مسلسل «الحرباية»، ومشهد ضابط الشرطة وهو يهدد «دينا وهيفاء»، وكذلك مسلسل «ريح المدام» الذى لا تخلو حلقاته من الإيحاءات والألفاظ غير اللائقة.
وأظهر التقرير أن غالبية الأعمال الدرامية المقدمة ركزت بصورة كبيرة على القضايا والمشكلات الأسرية الاجتماعية، بواقع 159 مشهداً، وتم تقديم معظمها فى قالب اجتماعى كوميدى مثل «هربانة منها وريح المدام وإزى الصحة».
فيما تصدرت الصورة السلبية للمرأة المشهد الدرامى فى الكثير من المشاهد فى المسلسلات، لتظهر بصور سلبية متعددة، تمثلت فى الابتزاز المادى من قبل مضيفة الطيران لرجل الأعمال السعودى حتى قام بالتحرش بها فى مسلسل «أرض جو»، والزواج من رجل طاعن فى السن للسعى وراء المال ومعاملة الأهل بطريقة سيئة، وترسيخ فكرة «الزوجة النكدية» فى العديد من المسلسلات مثل «اللهم إنى صائم وفى اللالا لاند وهربانة منها وريح المدام وطاقة نور وعفاريت عدلى علام»، والتركيز على صورة المرأة السطحية وعدم تحمل المسئولية، كما فى «فى اللالا لاند وهربانة منها وريح المدام وخلصانة بشياكة و30 يوم»، وإظهار المرأة الخائنة والمتآمرة «لأعلى سعر وهربانة منها»، بالإضافة إلى المرأة التى تعادى الرجل وترفض التصالح معه، كما ظهر ذلك بشكل فانتازى فى مسلسل «خلصانة بشياكة».
وحسب التقرير، تصدرت قضايا العنف الذى تتعرض له المرأة سواء العنف المعنوى أو المادى أو كلاهما بمعدل 513 مشهداً، بما فى ذلك العنف المعنوى فى السب والتعامل بأسلوب غير لائق، كما فى مسلسلات فى «اللالا لاند أو لأعلى سعر أو 30 يوم أو عشم إبليس وهذا المساء»، إضافة إلى العنف الجسدى، مثل الضرب من الزوج أو من الأم أو الأخ خاصة فى مسلسلات «الحرباية والحلال ووضع أمنى والحساب يجمع وهربانة منها»، حتى وصل الأمر إلى ضرب المرأة فى عرض الطريق من قبل سائق ميكروباص فى مسلسل «الحصان الأسود».
ويعد الرجل، كما ظهر فى المسلسلات، مصدر العنف الأبرز ضد المرأة بنسبة (75.7%) خاصة المدير فى العمل والزوج والأخ، فيما ارتفعت مظاهر العنف من المرأة للمرأة بمعدل 116 مشهداً، خاصة من جانب الأم لتظهر بصورة سلبية، كما الأم المتآمرة على أبنائها مثل مسلسل «عشم إبليس» وشخصية دلال عبدالعزيز التى تتآمر ضد ابنها ولا تساعده فى استرجاع ذاكرته التى فقدها لتحقيق مصالحها الشخصية، وظهور الأم التى لا تساند ابنتها وتتسبب لها فى الإيذاء النفسى، واستخدام الألفاظ النابية معها مثل «انتى زبالة»، كما فى شخصية سلوى محمد على فى دور الأم لنيللى كريم فى مسلسل «لأعلى سعر».
من جهة أخرى، ظهرت قضية التحرش سواء لفظى أو مادى بواقع 51 مشهداً، فى أكثر من مسلسل، خاصة من قبل المدير فى العمل، ومنها «أرض جو والحرباية والحلال ووضع أمنى وطاقة نور».
واهتمت المسلسلات كذلك بمرحلة النضوج للمرأة بصورة أكبر من الطفولة والمراهقة، كما اهتمت بالمرأة فى الحضر أكثر من الريف، بل إن المستوى الاقتصادى المرتفع المبالغ فيه ظهر بصورة أكبر من المستويات الاقتصادية المتوسطة أو المنخفضة بشكل يصل إلى استفزاز مشاعر المشاهدين فى نمط الحياة وأسلوب المعيشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق