في خضم كمّ كبير من المصاعب والمشاكل في قطاعي الطاقة والمناجم في تونس، تمّ في أغسطس 2016 اختيار هالة شيخ روحو وزيرة للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، وهي منذ ذلك التاريخ إلى اليوم تدير وتشرف وتسيّر هذه الوزارة الصعبة.
فإنّ عددًا كبيرًا من التّونسيّين يظنّون أن تونس تنتج من النفط أكثر مما يتم الإعلان عنه، ويظنون أن شركات استغلال النفط التونسيّة الخاصّة أو الدوليّة تأخذ لصالحها النّصيب الأكبر من الأرباح، ولا يبقى إلا الفتات ليعود إلى ميزانيّة الدولة؛ ليصرف في مشاريع التنمية.
كما أن مناجم الفوسفات في الحوض المنجمي عرفت الكثير من الإضرابات والاعتصامات المتكرّرة، مما خفّض الإنتاج، فبعدما كانت تونس تحتل المرتبة الثانيّة عالميّا في إنتاج الفوسفات؛ فإن ترتيبها تأخر والمداخيل المالية من بيعه تقلصت. وهذا ملف ساخن وجدته الوزيرة على مكتبها حالما تولت مهمّتها.
هادئة وبراغماتيّة
واجهت هالة شيخ روحو ملفات وقضايا صعبة وشائكة، وقد اكتشف التونسيّون وزيرة تعمل في صمت وبنجاعة نسبيّة، فهي على خلاف العديد من الوزراء؛ قليلة الظهور في التلفزيون، ولكن عندما ظهرت كانت هادئة في حديثها وبراغماتيّة في عملها ومقنعة في تحليلاتها.
أحلام الطّفولة
هالة شيخ روحو، التي نشأت في عائلة برجوازيّة، كانت دائمًا متفوقة في دراستها، ووجدت كل الدعم من والدها المهندس في النفط، ومن والدتها أيضًا، وكان حلمها في طفولتها أن تصبح مدرّسة، لكنها اختارت دراستها الماليّة في تونس، ثمّ في كندا.
وعملت هالة شيخ روحو في البنك العالمي بواشنطن، وكلفت في مرحلة ثانية بمهمات في بعض دول أمريكا اللاتينية، وبعد ذلك عملت في البنك الأفريقي للتنمية، وأصبحت من الكوادر العليا لهذا البنك، الذّي يعدّ أحد أكبر وأهم البنوك في العالم.
منصب أممي
في حزيران (يونيو) 2013، تم اختيار هالة شيخ روحو لمنصب أممي مهم، على رأس الإدارة التنفيذية للصندوق الأخضر للمناخ التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والصندوق يموّل البلدان النامية، ويساعدها على مواجهة ظاهرة التغيرالمناخي وانخفاض الانبعاث الحراري، بعد أن اقتنع العالم بأن التغيير المناخي يمثل مشكلة أساسية للإنسانيّة.
والصندوق الأخضر للمناخ مقره في «سونجدو» بمدينة «أنشيون» القريبة من «سيول» بكوريا الجنوبية، وقد تنافس للفوز بهذا المنصب الكثيرون من الشخصيات العالميّة، ومن العديد من البلدان، وبقي منهم للمرحلة النهائية ثلاثة مرشحين، من هولندا وكولومبيا وتونس، وحصل إجماع على اختيار هالة شيخ روحو، لولاية تستمر ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
نجاح
ونجحت هالة شيخ روحو، المديرة التنفيذية السابقة للصندوق الأخضر للتغيير المناخي (مقرّه كوريا الجنوبيّة)، في جهودها الموفّقة لمقاومة درجة ارتفاع الحرارة في الأرض، وعملت على مساعدة الدول النامية والأكثر عرضة للاحتباس الحراري؛ عبر دعم مشاريع بيئية ساهمت مثلا في خفض انبعاث الغازات وتراجع انحسار الغابات.
واليوم وهي وزيرة للطاقة والمناجم في تونس، فانّ التونسييّن ينتظرون منها إنجازات تعود بالخير والرفاه والتقدّم على البلاد والعباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق