يرى البعض فى تعين سيده فى منصب وزير أو محافظ، هو انتصار وحلم و تمكين للمرأه، ولكن الحقيقه انه تمكين شخصى لسيده واحده، و هو موجود منذ تولت الدكتوره عائشه راتب -عليها رحمه الله- منصب وزيره وقبله كانت سفيره وهى مناصب اخرى أستحقتها عن جداره و أثبتت فيها تفوق،
و غيرها كثيرات متفوقات، ولكن هذا لا يعتبر ابداً مكسب للمرأه، المكسب الحقيقى هو التعليم الجيد لان الجهل هو العدو الأزلى للأنسان، و المرأه المتعلمه تحرص غالباً على تعليم ابناءها و تربيتهم بصوره صحيحه.
أما المرأه الجاهله -حتى لو كانت تحمل أعلى الشهادات- فهى تضر نفسها و أسرتها بلا قصد، أما المشكله الحقيقيه لأغلب النساء فهى أنهن بلا مورد رزق مستقل، تعتمد الفقيرات على تربيه الدجاجات و بيعهن او المساعده فى العمال الزراعيه أو الخدمه او أى عمل نظير أجر زهيد، ولكن فى حاله العجز او الكبر فلا معاش ولا رعايه صحيه ولا شئ على الأطلاق،
المرأه فى بلادنا بلا مورد تستطيع به أعاله نفسها، وهذه هى المشكله الحقيقيه، أذا كان أحد من المدافعين عن حقوق المرأه مهتم فعلا ، فعليه أن يوجه منظمات المجتمع المدنى لتمويل المشروعات المتناهيه فى الصغر التى تستطيع المرأه عملها وهى فى بيتها وسط ابناءها،
و حل مشكله فى تسويق المنتجات لذا اتمنى أن تتبنى أحد الوزيرات أو من بيدهم الأمر حل المشكلات الحقيقيه التى يعانى منها أغلب النساء فى الكفور و النجوع، فهؤلاء لا يعنيهن أطلاقا أن تتولى سيده منصب محافظ أو وزير او أى منصب أخر لانه لا يعود عليهن بأى فائده،
فالنساء العاملات كثيرات ولكن ما فائده ذلك للمجتمع لا شئ تقريباً، بل الأكثر من ذلك ما الفائده ان تكون عضو بالمجلس المحلى او بمجلس الشعب وهى رقم زائد لا تضيف اى شئ لمنصبها أو لأهل دائرتها الأنتخابيه لانها جاهله تماماً، هل نريد أن نكون مجرد صور أو ديكور فنضع بعض النساء هنا أو هناك و ينتهى الأمر عند هذا الحد.
وحال أغلب النساء محزن للغايه، رغم ان عدد كبير جدا من الأسر تعولها نساء، وعدد كبير من النساء محرومات من أبسط حقوقهن التى ينص عليها الشرع و القانون، متى نفيق من غيبوبه حقوق المرأه تلك التى لا هم لها سوى المناصب و مسانده المطلقات فى الصراع على الأموال و الشقق و الأولاد.
بينما أغلب النساء يحلمن بالعيش فى سلام و أمان فى غرفه صغيره و بأقل القليل من المال، مطلوب منكم الكف عن البكاء على حقوق المرأه المسلوبه، والعمل على أعتبار المرأه موطن له حق الحياه الكريمه، أتمنى قريبا أن نوفر لكل الفتيات فى بلادنا الحق فى التعليم الأساسى الجيد و لكل النساء الخدمه الصحيه و نساعدهن فى عمل مشروع صغير لكسب العيش و نطالب بمعاش يضمن لهن حياه كريمه فى الكبر أو لا قدر الله فى حاله العجز ،
هذه هى قضايا النساء الملحه، أفيقوا يرحمكم الله من هوس المناصب و أخرجوا من دائره الصراع مع الرجال، فالحياه ليست ميدان للحرب وهذا لا ينفى أبداً وقوع ظلم على كثير من النساء، ولكن الأفضل من مسانده النساء ظالمات أو مظلومات، أن نجعلهن قادرات على مواجهه الحياه بالعلم و العمل، أرجوكم أهتموا بالواقع الفعلى المؤلم و بالتغير الفعال المؤثر فى حياه أغلب النساء.
علا الفولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق