واجهن العديد من صعاب الحياة، لم يستسلمن لها دون ترك بصمة من خلال أولادهن، منهن من علّمت أولادها وواصلت كفاحها معهم حتى وصلوا إلى أعلى المناصب، ومنهن من بذلن جهدًا أكبر بعد أن رزقها الله بأربعة أبناء أكبرهم أصبح لديه إعاقة ذهنية، "اليوم الجديد" تحدثت مع اثنتين من الأمهات التي حصلن على لقب الأم المثالية في سياق السطور التالية.
الأم المثالية في شمال سيناء
مديحة معوض، من سكان محافظة شمال سيناء، في الستينيات من عمرها، عاشت حياتها في كد وكفاح من أجل أولادها الـ6، لم تكل أو تمل منهم، حتى أوصلتهم إلى الحصول على المراتب العلمية حيث أصبح لديها دكتور بشري و2 في صيدلة وطب أسنان وأمراض جلدية والأخير في الثانية من مرحلة الثانوية العامة.
تروي "معوض" لـ"اليوم الجديد" رغم صعوبة الحياة في شمال سيناء، إلا أن الله أعانني مع زوجي سيد فتحي، وكيل في مدرسة بئر العبد الثانوية الصناعية، على تربية أولادنا وتفادينا أية معوقات الحياة التي تواجهنا في شمال سيناء، سواء كان الحرب مع الإرهاب والشعور بالرهبة على أولادنا أثناء كل لحظة يضعون أرجلهم في الشارع بها.
لم تكمل "مديحة" تعليمها؛ نظرًا لوفاة والدتها في السادسة من عمرها واعتمدت هي على نفسها في حياتها، لذلك لم تقترب من التعليم حتى حصولها على الإبتدائية القديمة، ورغم ذلك ظلت وراء أولادها حتى حققت فيهم ما كانت تريده لنفسها.
سلوى عامر الأم المثالية بالجيزة
بدأت سلوى حياتها الزوجية عام ١٩٨٤، ورزقها الله بأربعة أبناء أكبرهم أصبح لديه إعاقة ذهنية، وبعد ٣ سنوات رزقت بولدين طبيعيين، لكن أخطأ طبيب في ولادتها لابنتها الصغرى لتصبح هي الأخرى ذي إعاقة ذهنية.
مصاعب سلوى عامر، لم تتوقف عند هذا الحد ولكن حادثة أودت بحياة ابن لها وهو في الثامنة عشر من عمره، ليتبقى لها ولد وبنت من ذوي الإعاقة وآخر طبيعي.
بدأت "سلوى" في اكتشاف حب ابنها المعاق للمياه.. ساعدها في ذلك عملها كأخصائية اجتماعية.. "بدأت أراقبه وأشوفه بيميل لإيه في حياته، لحد ما لاقيته بيحب المياه فقررت التقديم له في رياضة السباحة".. ليحترف اللعبة.. وهو نفس ما رأته في أخته الصغرى لتقرر إدخالها هي الأخرى في اللعبة.
الله أراد لهما طريقًا مفروش بأحلام أمهما تقول سلوى "كانوا بيحسوا بتعبي معاهم وعلشان كدة كانوا بيتفوقوا علشان يفرحوني، لكن بعد كدة الحمد لله أصبحوا أبطال عالم، تفوق الولد والبنت وأصبحا من أبطال الجمهورية، ولم تكتفي صغيرتها بالمحلية بل حلقت في العالمية محققة الميدالية الذهبية، وأخرى فضية ببطولة العالم للسباحة".
تغلبت سلوى على نظرات المجتمع لأبنائها "كانت الناس بتبصلي بصات غريبة وانا داخلة بيهم أي مكان.. أو لما أقعد بيهم في النادي، هو ده كان اختياري؟ أو ليا ذنب فيه" لكنها تؤكد أن "الموضوع اتحسن في السنوات الأخيرة".
اختتم الأم المثالية على مستوى محافظة الجيزة قولها "محمد وأميرة كانا مبدعين في كل الألعاب والمسابقات "عندهم سرعة فهم لكل الألعاب وبيتقنوها في وقت وجيز جدا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق