تونس ـ الشروق
تواصل ألفة يوسف تفكيك بنية الخطاب العربي الاسلامي المتعلق بالمرأة والأنوثة عامة وبعد كتبها «ناقصات عقل ودين» و«الاخبار عن المرأة في القران والسنة» و«حيرة مسلمة» و«شوق» تقطع ألفة خطوة اخرى اكثر جرأة تتعلق بتمثلات الجنس في المخيال العربي الاسلامي والتونسي تحديدا من خلال اللهجة الشعبية وحضور الألفاظ ذات الدلالات الجنسية فيها .
كتاب «وليس الذكر كالأنثى» في الهوية الجنسية « كتاب صادم بالنسبة للثقافة التقليدية التي يحتكر فيها الرجل الحديث عن الجنس ويقع فيها التعتيم الكامل على كل ماهو ممنوع اجتماعيا مثل المثلية في علاقة المرأة بالمرأة لكن ألفة يوسف تسلحت بقاموس علم النفس وبالقران الكريم والسنة والأمثال الشعبية بحثا عن كل ما يتعلق بمفاهيم الممارسة الجنسية من خلال الخطاب فكتابها في النهاية هو تحليل لتمثلات الجنس في الخطاب الديني والأدبي والشعبي .
كتاب ألفة يوسف نفدت طبعته الأولى في ايام معدودة وقد صدر في 220 صفحة في بابين وهما كتاب الرجل وكتاب المرأة وقد قسمت كل باب منهما الى ثلاثة فصول تعرضت من خلالهما الى مجموعة من القضايا المتعلقة بالهوية الجنسية وبالممارسة الجنسية مع قراءة في الكتاب بعنوان «شجاعة الحقيقة بين التباسات الجنس واضطرابات الجندر» للدكتور عادل خضر .
ولأنها تعرف ثقافة التقبل التقليدية لدى القارئ العربي حذرت ألفة يوسف القراء من مجموعة من المعطيات قبل قراءة الكتاب وأهمها «لا تقرا الكتاب اذا كنت تتصور ان الكلمات المستعملة لتسمية الأعضاء الجنسية او العلاقات الجنسية كلمات بذيئة وغير دالة وغير محددة للحوض الثقافي والنفسي للمجموعة والأفراد» و«لا تقرا الكتاب اذا كنت تتصور ان العلاقات المثلية غير طبيعية بل لا تقرا الكتاب اذا كنت تتصور وجود علاقات جنسية «طبيعية» و لا تنكر ألفة يوسف ان كتابها لم يخل من البعد الذاتي والقراءة الشخصية وهي لا تقدمه للقارئ باعتباره بحثا أكاديميا فهو مجرد مقاربة لـ«بعض وجوه الذكوري والأنثوي».
اما الرجل فان اللغة لا تصوره كموضوع جنسي على عكس المرأة فالحوض الثقافي كما سمته ألفة يوسف يؤكد تصور الرجل فقط فاعلا في حين ان المرأة دائما منفعلة وحين تعبر المرأة عن رغباتها او شوقها للرجل ولممارسة الجنس وهي مسالة إنسانية وبيولوجية فان المخيال الاجتماعي يضعها في موضع احتقار وشك وريبة في سيرتها !
كتاب ألفة يوسف مثير للجدل وهو كتاب اساسا في اللغة وتفكيك لخطاب من خلال تناول موضوع مركزي في بنية الوعي وهو الموضوع الجنسي .
نورالدين بالطيب
------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق