يتعالى صراخ الأطفال وأصوات المتنازعين، داخل قاعة الجلسات بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، الزحام يتضاعف والحاجب العجوز عاجز عن إعادة الهدوء إلى المكان، على مقربة من باب القاعة المتهالك وقف الزوج الشاب، يتصفح بعين قلقة أوراق دعوى الطلاق لعلة الزنا التى أقامها ضد زوجته بعد اكتشافه خيانتها له على فراش الزوجية بحسب روايته، منتظرا الأذن له بالمثول أمام القاضى ليسرد له تفاصيل معاناته، كان يرتدى ملابس متواضعة وتطل من ملامح وجهه الشاحب علامات الإرتباك.
يقول الزوج فى مستهل حديثه:"ما زالت تفاصيل الليلة التى اكتشفت فيها خيانة زوجتى بعد مايقرب من عام من زواجنا التقليدى عالقة بذهنى، وكأنها حدثت بالأمس، يومها كنت عائدا من عملى منهكا، ولا أفكر سوى باللحظة التى أغرق فيها فى سبات عميق،أنهى المفتاح دورته الأولى، حتى سمعت صوت تأوهات وضحكات خليعة تنبعث من غرفة نومى، تحركت بخطى ثابتة نحو باب الغرفة المغلق، وفتحته بهدوء لتقع عينى على زوجتى وعشيقها، وهو يعتصر جسدها على فراشى، وهى مستسلمة لعبثه بجسمها كالميت بين يدى مغسله، فجن جنونى وانقضضت علي غريمى، لكنه تمكن من الإفلات منى، وفر هاربا تاركا عشيقته تنتفض أمامى من الخوف وتذرف الدموع كى أسامحها ".
تتثاقل الكلمات على لسان الزوج وهو يكمل حديثه:" فكرت أن أقبض روحها انتقاما لشرفى وكرامتى لكنى تراجعت فى أخر لحظة، فمثلها الموت لها راحة، ثم انتزعت منها اعتراف بخط يدها بارتكابها فعل الزنا، وحصلت على صورها ومحادثاتها الفاضحة مع عشيقها التى كانت تحتفظ بها على هاتفها الخاص، ثم هرعت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضدها دعوى طلاق لعلة الزنا، وأرفقت بها نسخة من تلك الصور والمحادثات واعترافها بالخيانة وصورة من عقد زواجنا الكنسى لطائفة الأقباط الأرثوذوكس".
تقاطع الزوجة الشابة زوجها محاولة الدفاع عن نفسها وبصوت منكسر تقول:"منذ اليوم الأول لزواجنا وأنا أشعر بالبرود يملأ لمساته وتصرفاته وكلماته، وكنت أقول لنفسى أنه مع مرور الوقت سيتبدل الحال، فنحن لم نمنح لأنفسنا فرصة كافية للتقارب قبل الزواج، لكن للأسف كانت رقعة الجفاء والإهمال تتسع، والشعور بالوحدة يحاصرنى، ولأننى لايمكننى الإنفصال عن زوجى إلا لعلة الزنا طبقا لتعاليم ديانتى، آثرت الصمت وغرقت فى دوامات حزنى بعدما فشلت كل محاولاتى لجذب اهتمامه، حتى ظهر هذا الشخص فى حياتى وأعاد لى الشعور بأننى امرأة مرغوبة".
تكمل الزوجة روايتها:" كانت بداية لقائنا فى إحدى المناسبات، وتجاذبنا سويا أطراف الحديث، بدا لى رقيقا، وتعددت أحاديثنا وشكوت له حاله وجفاء زوجى وعدم اهتمامه بى، فبدأ يلعب على أوتار وحدتى وتوقى لسماع كلمة حب، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا غارقة فى أحضانه، وبت أستقبله فى بيتى أثناء غياب زوجى حتى افتضح أمرنا، ولكنى لست لوحدى المذنبة، فهو من دفعنى إلى خيانته، فأنا بشر ولى احتياجات ورغبات ومن حقى أنا أشبعها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق