اللوحة بريشة : ليلى كبة - العراق |
هل حدث ذلك فجأة؟ بالتأكيد لا، بل هو حصيلة تراكم سنوات طويلة من النضال العنيد في كل مكان ووفق شروط كل مكان، من الهند حيث ظهرت مجموعات "الساري الوردي"، الى مصر حيث حملات متنوعة لا تنقطع، وكذلك في كل بلدان العالم، فقيرها ومترفها.. فقد تكون ظروف حياة النساء متنوعة ومستوياتها متفاوتة إلا أنهن تشتركن في هذه المعاناة.
فالتحرش يقول فعلياً أن النساء ينتمين الى فئة تابعة ودونية، يمكن استباحتها والتصرف بها. إلا أن ذلك لم يعد مطابقاً لواقعهن في اي مكان، كما لم تعد المنظومة الذكورية بأكملها مطابقة للدور الفعلي الذي تؤديه النساء في الانتاج ولمكانتهن في الحياة العامة.
ليست "أنا أيضاً" التي انتشرت كالنار في الهشيم لفضح الارتكابات، مجرد محاكاة لممثلات شابات خرجن يروين ما حدث لهن مع منتج متنفذ في هوليوود، أعطى لنفسه ما يشبه حقوق السادة الاقطاعيين في القرون الوسطى الأوروبية على نساء أقنانهم حين ينوون الزواج، بأن فرض ضريبة جنسية على الطامحات بدور في فيلم سينمائي.. فهذه يا سادة ممارسة شائعة لم يخترعها المخرج إياه، إذ تصادفها النساء في الكثير من الأماكن التي يتوجهن اليها للعمل، وحتى حين يتعلق الأمر بحصولهن على حقوق قانونية لهن تخص التقدم الوظيفي. وفي الأغلب الأعم يحدث ذلك بالقوة أو بالإبتزاز...
إلا أن دخول التحرش الجنسي بكل درجاته الى قائمة المدان المرفوض إجتماعياً لا يعني أن أفعاله استُئصلت، وأنها لن تقع. وحتى سن قوانين في هذا الصدد ــ وهو مطلوب ــ فقد يساهم في الردع ولكنه لن يكفي. فكما في كل شيء يتعلق بالنساء خصوصاً، سيتطلب الامر يقظة عنيدة دفاعاً عن المكتسب ــ أي مكتسب ــ صوناً وتطويراً له..
وهكذا، واستمراراً لتركيزه الدائم على هذه المسألة الاساسية، يخصص "السفير العربي" مقالات هذا الأسبوع لأقلام مجموعة من كاتباته، يتناولن ما يشئن من مواضيع تتعلق بمجتمعاتهن، وليس فحسب قضاياهن كنساء.
نهلة الشهال
08-03-2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق