منى ابو حمور
عمان- تمكنت منظمات تعنى بشؤون المرأة وحقوقها من خلال صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر أن تحقق نجاحا ملموسا في رفع الوعي وزيادة المعرفة القانونية لدى العديد من النساء اللواتي يتابعن هذه الصفحات.
ذلك ما لفت نظر الثلاثينية ابتهال التي تتابع مثل تلك الصفحات باإستمرار، مؤكدة حجم الفائدة التي حصلت عليها منها. وتقول “لم يكن لدي معلومات كافية تتعلق بحقوق المرأة وتمكينها، لكنني أتابع على سبيل المثال صفحة “تضامن” و”الاتحاد النسائي”، وغيرها وأصبحت أكثر وعيا ومعرفة بحقوقي، وأغلب النقاط القانونية”.
في حين أن الأربعينية ملاك حسن تجد أن مثل هذه الصفحات مصدر مهم للمعلومة بالنسبة للعديد من النساء، إذ تمكن المرأة وهي في بيتها من معرفة حقوقها والاستفسار عن أي شيء دون أن تضطر للتواصل مع محامي أو حتى مراجعة هذه المؤسسات.
في حين تشيد الثلاثينية ربى أدهم باهمية تلك الصفحات والتقارير التي تنشر بشكل دوري حول القضايا التي تتعلق بتمكين المرأة وحقوقها، فضلا عن المشاكل التي تواجهها المرأة في العمل والزواج والطلاق وغيرها.
وتضيف “الصفحات التي تعنى بحقوق المرأة كسرت حاجز الصمت لدى الكثير من السيدات”، مبينة أنه ومن خلال معارفها وجدت العديد من النساء اللواتي استطعن أن يبلغن عن حالات العنف الذي يتعرضن له.
رئيس قسم الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد في جامعة الشرق الأوسط الدكتور أحمد عريقات يشير بدوره إلى أنه عندما يتعلق الأمر بمواقع التواصل الاجتماعي فإن الفائدة منها تكون كبيرة على المجتمع والأسرة.
وتخاطب هذه المواقع بحسب عريقات جميع فئات المجتمع وتسهل على أصحاب القضايا الاضطلاع على المعلومة، كما توفر الوقت والجهد وتعزز المعرفة القانونية عند الكثيرين، بحيث يصبح بمقدور أي امرأة قراءة القوانين والاضطلاع عليها من قبل الجهات المعنية، كما أنها تساهم في نشر المعرفة القانونية وإمكانية تمييز الحد الفاصل بين الحقوق والواجبات.
المسؤولة الإعلامية للجنة الوطنية لشؤون المرأة أشجان عنانزة تبين بدورها أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير في توعية المرأة بحقوقها والسعي لتمكينها اقتصاديا وسياسيا وهو ما انتهجته اللجنة الوطنية لشؤون المرأة.
وتسعى اللجنة ومن خلال صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي نشر كل جديد يتعلق بقضايا المرأة، تعرّفها بحقوقها وكل ما يتعلق بها وكان لها دور كبير في كسر حاجز الصمت عند الكثير من النساء المعنفات اللواتي تعرضن للعنف.
واستطاعت العديد من النساء بحسب العنانزة، ومن خلال هذه الصفحات التواصل مع الجهات المعنية بسهولة وأخذ استشارة من أصحاب الاختصاص دون تعقيد مع الحفاظ على الخصوصية الأمر الذي شجعهم على الكلام.
وتؤكد عنانزة على الدور الريادي لهذه الصفحات الرسمية التي توصل كل ما يتعلق بالمرأة وحقوقها والقوانين التي تحكم حياتها، سيما، كما أنها وسيلة للوصول لغاية أو استفسار.
وتثني على الجهود التي تبذلها المنظمات الرسمية المعنية بشؤون المرأة، ودورها في تقديم كافة المعلومات التي تحتاجها المرأة .
وتضيف “الحقوق واحدة بكافة المصادر ولايمكن تجزئتها”، ولكن لابد لمتلقي المعلومة التأكد من مصداقية المصدر الذي وردت عنه المعلومة، مبينة أن ليس من السهل أن يتقبل القارئ أو المطلع معلومة فيها خطأ أو لبس ولكن في حال الشك بأي معلومة قد تورد في هذه المواقع والصفحات فالأفضل التحقق منها من خلال التواصل مع الجهات المعنية.
ومن جهة أخرى استطاعت هذه الصفحات أن تقدم نماذج حقيقية من قصص النجاح واستطاعت أن تقدم بصيص أمل للعديد من السيدات اللواتي استطعن أن يعرفن أن بمقدورهن أن يطورن أنفسهن من خلال أشياء بسيطة.
ناشطون في مجال حقوق المرأة أكدوا بدورهم على الدور الإيجابي للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتوا إلى أن وجود بعض الصفحات الرسمية للجهات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها قد ساهمت وبشكل كبير في رفع الوعي لدى النساء اللواتي يتابعن هذه الصفحات، لكن ينبغي التحقق والتحري عن مصداقية المعلومة والمصدر المسؤول عنها، خصوصا في ظل وجود العديد من الصفحات والمواقع الإلكترونية التي تقوم على بث الشائعات والمعلومات الخاطئة.
رئيس قسم الإعلام في جامعة البتراء الدكتور تيسير أبوعرجة أشار إلى أن تكنولوجيا الاتصال تأخذ أشكالا متعددة ومسارات متقدمة منها التطور الكبير مع وسائل التواصل الاجتماعي مع كل ما تقدمه من معرفة.
ويتابع “المرأة وقد وصلت إلى أعلى مرحلة في التعليم ووجودها في كافة الحقول معنية بحقوقها ومكانها داخل المجتمع، فهي تبحث باستمرار عما يرقيها ويطورها نحو الأفضل”.
“باتت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للاضطلاع والمعرفة واكتساب المعلومة الجديدة”.
ويعتبر أبو عرجة أن التواصل مع الهيئات المعنية بشؤون المرأة التي لا تكل في بث توعية في حقوق المرأة وقضاياها، هو مكسب جديدا للإعلام الاجتماعي والمرأة وإن كانت حدود الفائدة متواضعة ولكنها تتطور وهو أفضل بكثير من قبل.
وأصبحت المرأة تدرك أن هذه الوسائل تساعدها في المعرفة والمتابعة وكل ما يسهم في تحسين حياتها. إلا أن الأهمية تكمن في كيفية وضع الأيدي على إيجابيات التواصل وكل ما يرقي المجتمع ويطوره حتى لا تكون هذه الصفحات عابثة بحسب أبوعرجة.
كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تأمين وسائل كسب العيش للعديد من النساء والوظائف المنزلية عبر إعلام إلكتروني مفيد ويسهّل حياة المرأة ويفتح أمامها آفاقا جديدة.
ويؤكد أن هذه الإيجابيات يجب أن نبني عليها بحيث يكون الإعلام له دور كبير في نهضة المجتمع وأن يرتقي بالمرأة لأنها ليست نصف المجتمع وإنما أكثر بكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق