المرأة الفارسية
لم تكن المرأة الفارسية أوفر حظّاً من تساء المجتمعات الاقطاعية البدائية .. فالمجتمع الفارسي القديم كان ينظر إلى المرأة نظرة احتقار وازدراء، وهو يعاقبها لأيّ إساءة أو تقصير في حقّ زوجها.
يقول الكاتب تشوكسى جمشيد في كتاب الشر والخير وبين الجنسين، حيث عرض الجوانب الاجتماعية للأنثى في تاريخ الأديان وخاصة الزرادشتية، حيث صرح أن الزرادشتية نظرت إلى المرأة كأحرف الفوضى وكونها شيء شيطاني وتحتل موقعا بعيداً عن النظام الإلهي، وهي تجسد من قبل الألوهية السفلى الشيطانية (أهرمين).[3]
فقوانين "زرادشت" كانت جائرة وظالمة بحقّ المرأة، وكانت تعاقبها أشد عقوبة إذا صدر عنها أي خطأ أو هفوة،
بعكس الرجل فإنّها قد أطلقت له جميع الصلاحيات، يسرح ويمرح وليس من رقيب عليه. فله مطلق الحرية; لأنّه رجل،
ولكن الحساب والعقاب لا يكون إلاّ على المرأة.
وكان أتباع "زرادشت" يمقتون النساء، وحالما كانت تتجمّع لدى الرجل براهين على عدم إخلاص الزوجة كان لا مفرّ لها من الانتحار،
وقد ظلّ هذا القانون سارياً حتى عهد الاكاديين، وفي عهد الساسانيين خفّف هذا القانون، بحيث صارت المرأة تسجن جزاء عدم إخلاصها أوّل مرّة، حتى إذا كرّرت عملها صار لا مفرّ لها من الانتحار.
و بينما كان يحقّ للرجل من أتباع "زرداشت" أن يتزوّج من امرأة غير زرادشتيه، فإنّه لم يكن يحقّ للمرأة أن تتزوّج من رجل غير زرادشتي، وهذا القانون على المرأة كما أسلفنا فقط، ناهيك عن الاضطهاد والحرمان. وأمّا الرجل فله الحريّة في التصرّف على هواه وهو المالك; لأنّه رجل.
وكان ممنوعا على المرأة ان تذكر اسم زوجها ,, او تناديه باسمه .. وكان على المرأة الزرادشتية في الفترة الساسانية أن تعتمد على موقف زوجها وأن تكون خاضعة لأوامره.
وقد كان ينظر إلى الدم الذي يخرج من جسمها نتيجة لهجوم شيطاني على إنسان يعتبر إنشاء الكمال لأهورامازدا.
حتى منتصف القرن العشرين في المجتمعات التقليدية الزردشتية في إيران كان من الشائع أنه على الحائض قضاء ثلاثة أيام في عزلة، عادة في غرفة مصممة خصيصا لتقع بالقرب من الباب الأمامي للمنزل، حيث الفراش والملابس تبقى لتلك المناسبة.
الزواج
على حسب التقاليد الزردشتية قديما وفي المجتمع الساساني بالأخص أدى إلى ظهور الزواج من أقارب [4] فقد سمح للرجال بالزواج من بناتهم، وأخواتهم وأمهاتهم، وكان هذا الأمر ليس لمجرد الاباحة، لكن على حسب التقليد الزرادشتي فيعتبر مثل هذا من أعمال التقوى وميزة كبيرة، وأشياء مضادة للقوى الشيطانية.
كان الزعماء الدينيين في هذا الوقت يشجعوا على الزواج من داخل الأسرة، مدعين أنه تقليد ديني الزامي، وعلاوة على ذلك ادعى الكهنة أن الزواج بين المحارم ينتج أقوى الذكور، واناث ذات خصال حميدة، ويأتي بأكبر عدد من الأطفال، وأنه محمية لنقاء الجنس.
هذا الأمر قوبل بمقاومة كبيرة أدت إلى المزيد من تحولات الزرادشتيين إلى الديانة المسيحية ومن ثم الإسلام بعد ظهوره، ويعتقد أن هذا الأمر هو الذي أدى إلى سقوط الديانة الزردشتية.
-----------------------
المصادر
- بحث للباحثة الاجتماعية بولينا نيتشال
- المساواة بين الجنسين في الزرادشتية - موقع هندو ويبسايت
- دور المرأة في الزرادشتية - بحث محايد مقدم لجامعة ترونتو (مترجم من الانجليزية)
- المرأة في الأفستا - الموسوعة الإيرانية نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق