هسبريس - طارق بنهدا
الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 13:00
في بلد إسلامي كالمغرب، يبقى غشاء البكارة لدى النساء مقدسا عند بعض الرجال، وحين تفقده إحداهن، لأسباب متفرقة، فهذا يعني أن عذريتها في مهب الريح، وأنها باتت أمام "شوهة" أخلاقية واجتماعية، تضطر معها إلى البحث عن سبيل لترقيع "عفتها" أمام غفلة العريس.. في حالات تعبر عن "نفاق" مجتمع محافظ.
تقرير صحافي نشرته جريدة "لوموند" عن "واقع العذرية في المغرب"، انطلق من تجربة فتاة مغربية (27 سنة) متزوجة، أقرت بكذبها على زوجها بشأن حقيقة عذريتها التي فقدتها في أيام الجامعة بمعية صديق لها، قبل أن ترقعها بكبسولة دم اصطناعية من صنع صيني.
"الرجال يرغبون في رؤية الدم..إذن، سنريهم الدم"، هكذا عبرت الشابة "سلمى" عن تجربتها الجنسية الأولى "المزيفة" التي عاشتها للمرة الثانية مع زوجها، الذي خدعته بوضع غشاء بكارة اصطناعي، مخافة ما وصفته بـ"الشوهة".
ويتوغل التقرير في تجارة البكارة الاصطناعية المنتعشة وسط حي درب غلف التجاري بالدار البيضاء، حيث تباع كبسولة دم اصطناعية مصممة للإيلاج داخل مهبل أي سيدة قبل موعد "ليلة الدخلة" بعشرين دقيقة؛ إذ سرعان ما ينفجر الكيس الصغير تحت تأثير حرارة الجسم الداخلية والاحتكاك مع قضيب "الزوج"، الذي يكتشف أمام عينيه دما أحمر، لكنه في الحقيقة دم وهمي.
وتبقى تلك الأطقم والكبسولات الخاصة بالعذرية الكاذبة متاحة للبيع على شبكة الإنترنت منذ أواخر العام 2000، فيما يمكن الوصول إليها بسهولة في السوق السوداء بالمغرب، وحتى في المحلات التجارية بشكل علني، سواء تلك التي يديرها تجار صينيون أو تلك التي يبيع فيها المغاربة العطور المحلية.
وتكلف الكبسولة، التي تدخل ضمن مجموعة وسائل خاصة بالعذرية، صاحبتها قرابة 200 درهم، وهي مصنعة من طرف شركة صينية، وتم اختراعها من قبل اليابانيين عام 1990، قبل أن يلعب الصينيون دورا كبيرا في انتشارها في الأسواق السوداء بالعاصمة الاقتصادية للبلاد.
"كبسولة البكارة" هي إجراء رخيص ينافس بشدة غشاء البكارة الاصطناعي الذي يتم تركيبه بآلاف الدراهم لدى أطباء أو دخلاء من خلف الأبواب المغلقة وبطرق سرية، كما أن تكلفتها أقل بعشر مرات على الأقل من عملية ترقيع غشاء البكارة، وهو ما يثير إغراء عديد من النساء اللاتي يفضلن أسهل الطرق وأرخصها لإيهام الأزواج بعذريتهن.
ويشير التقرير إلى أن المغربيات كن في الزمن البعيد يلجأن إلى حيل تقليدية لترقيع غشاء بكارتهن، مثل وضع كبد الدجاج في الجزء السفلي من المهبل؛ فيما يحيل إلى أن عددا من الرجال، إدراكا منهم لتقنيات إخفاء الماضي الجنسي للمرأة، يلزمون زوجاتهن المستقبليات بالذهاب إلى طبيب للكشف والحصول على شهادة العذرية.
ورغم أن هذه الشهادة قانونية ومخصصة في الأصل لاختبار تعرض النساء للاغتصاب، إلا أن هذه الأساليب تعبر عن "نفاق" في المجتمع ينتمي إلى عالم إسلامي يعتبر غشاء البكارة مقدسا، يورد التقرير، الذي أكد على لسان حالة الشابة سلمى وعدد من المختصين أن ذلك الغشاء يبقى دون أهمية ولا يعبر عن عفة النساء، "لأن بعض الفتيات يولدن بدونه أو يفقدنه عبر حركات مختلفة وأثناء ممارسة الرياضة".
وأوردت الشابة المغربية كيف أن عددا من الشابات يمارسن حياتهن الجنسية قبل الزواج ودون أن يفقدن عذريتهن، قائلة: "في الجامعة مثلا، معظم الطالبات بحثن عن لذتهن ومارسن الجنس مع الذكور من الدبر والاحتكاك دون أن يكون هناك اختراق للمهبل" وفق تعبيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق