مسابقة لاختيار اجمل نهد في تونس تثير استنكار رواد مواقع التواصل باعتبارها تهين المراة التونسية وتضر بسمعتها
تونس - مع اقتراب موعد الاعلان عن المتوجة بملكة جمال تونس، طفت على السطح من جديد انتقادات كثيرة لمسابقة اولى من نوعها كان من المقرر تنظيمها حول اجمل صدر.
وسارع رواد مواقع التواصل الى المقارنة بين المسابقتين، وعبروا عن دهشتهم واستغرابهم وسخريتهم من واقع مرير يحول المرأة الى سلعة رخيصة بالتركيز على نهديها.
وانطلقت مسابقة ملكة جمال تونس يوم 17 سبتمبر/ايلول لتتواصل الى غاية 7 اكتوبر/تشرين الاول2017.
وافادت عايدة عنتر رئيسة الجمعية الثقافية والفنية أن الاعلان عن نتائج اختيار ملكة جمال تونس ياتي بعد اجراء تربص لمدة اسبوعين لتكوين ملكات جمال من 16 محافظة تونسية.
واشارت عنتر ان المسابقة لا تعتمد على مقياس الجمال فقط وانما تاخذ بعين الاعتبار المستوى الثقافي للمشاركات ومدى قدرتهن على المساهمة في العمل الاجتماعي.
واطلقت مؤخرا مسابقة لأجمل صدر فتاة تونسية او ميس "ديوكولتي" على شبكات التواصل الاجتماعي انستغرام وفيسبوك.
وقام شاب تونسي يدعى سيف باطلاق مسابقة لاختيار أجمل ثدي لفتاة تونسية.
واعتبر ان الهدف من هذه المسابقة لفت الأنظار نحو قضية انسانية نبيلة وهي محاربة مرض سرطان الثدي.
ورافقت صور صدور الفتيات المشاركات في المسابقة هاشتاغ "ديكولتي".
واثارت المسابقة التي تعد الاولى من نوعها جدلا واسعا بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية بين مؤيد للمسابقة نظرا لطرافتها وخروجها عن المألوف وبين رافض باعتبارها مسابقة مخلة بالحياء وبالاخلاق الحميدة وتضر بصورة المرأة التونسية.
من جهة اخرى راجت انباء على بعض المواقع الالكترونية ان وزارة الداخلية التونسية علمت بالموضوع وفتحت تحقيقا في الواقعة.
واعتبرت وزارة المرأة التونسية ان المسابقة المثيرة للجدل لا تحمل أي طابع قانوني.
واعتبر مراقبون ان الصور تعود الى فتيات تونسيات وافادوا ان المسابقة تندرج ضمن خانة "الدعارة الإلكترونية" التي يعاقب عليها القانون.
وبلغ عدد المشاركات في المسابقة 40 فتاة يتنافسن على لقب "ميس ديكولتي" التي ستفوز بمبلغ قدره 500 دينار
ورأى البعض ان مسابقة أجمل صدر تتعمد استغلال جسد المرأة في الإعلام كمادة ترويجية ودعائية.
وافاد رواد مواقع التواصل ان مسابقة ملكة جمال تونس الرسمية تتبع القواعد المتعارف عليها عالميا، ولها مجموعة من الابعاد الإنسانية والقيمية والاجتماعية.
وتركز المسابقة الرسمية على المستوى الثقافي للمترشحة ومدى رغبتها في الانخراط في العمل الانساني.
في حين اعتبروا ان مسابقة اجمل صدر تفتقر لأدنى مقومات الحس الإنساني والجمالي، وتروج لجسد المرأة للإثارة وتحريك الغرائز وجلب أكبر قدر من المتتبعين.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة محاسبة ومقاضاة من يقف وراء هذه المسابقة لانه انتهك الاخلاق الحميدة.
وقال مغرد تونسي ان "الناس لم تنزل إلى الشارع لتقوم بثورة وتنادي بالتعرية أو النقاب أو تعدد الزوجات".
واعتبر البعض ان المرأة التونسية مستهدفة فمن تحويل جسدها الى عورة يجب تغطيته بالكامل ودفنه في ملابس سوداء فضفاضة الى دفعها نحو التجرد من خجلها وتقاليدها العربية والظهور عارية باسم الحرية.
واطلقت النخب الثقافية والسياسية في تونس صيحات فزع رثاء لحال امراة الحداد التي تمكنت من ان تبهر العالم باسره بتمدنها المتحضر واعتدالها، ومراوحتها الذكية بين التطور والتمسك بالجذور.
وترافق ذلك مع ظهور التيار السلفي المتشدد في تونس بعد ثورة الياسمين والذي يضم ما بين ثلاثة الى عشرة آلاف شخص.
وباسم احترام تعاليم الدين رأى بعض المتشددين أن جسد المرأة بجب تغييبه، واختلفوا حتى في حدود وضع النقاب على الوجه حيث يرى بعضهم أن النقاب يغطي كامل الوجه بينما يرى الأقل تشددا منهم أنه بإمكان المنقبة تعرية العينين.
وأخذت ظاهرة ارتداء النقاب في تونس تثير جدلا واسعا في أوساط التونسيين، خاصة في ظل ضغوطات الجماعات الإسلامية المتشددة على الفتيات التونسيات في المدارس والجامعات بارتداء النقاب والتطبيق الصارم للشريعة الإسلامية.
وفي قلب معركة النقاب والحجاب التي تخوضها الجماعات المتطرفة بشراسة، طفت على السطح اخبار عن تعري فتيات تونسيات على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الحرية الشخصية ودفاعا عن المراة التونسية المنكسرة.
ونشرت فتاة تونسية إسمها أمينة وهي ناشطة في جمعية "فيمن" للنساء صورة لها وهي عارية الصدر، وكتبت عليها في صفحتها على الفيسبوك "جسمي ملكي وليس مصدر شرف لأحد"، في محاولة للفت إنتباه المنظمات الدولية الى حقوق النساء في تونس.
ولقي الموقف تأييدا من شابات تونسيات أخريات، وبلغت الحماسة بالمخرجة التونسية نادية الفاني بالظهور شبه عارية الصدر على صفحتها في فايسبوك، ﻣﺳﺎﻧدة أﻣﯾﻧﺔ. فقد عرّت ثديها الأيمن، وﻛﺗﺑت عليه ﻛﻠﻣﺔ "ﻛراﻣﺔ"، وﻋﻠﻰ جبينها ﻛﻠﻣﺔ "ﺣرﯾﺔ"، كما ﺧّطت ﻋﻠﻰ ﯾدھﺎ ﻋﺑﺎرة "ﻣن أجل أمينة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق