المرأة الكويتية منذ القدم مكافحة مناضلة ومؤثرة عبر مسيرتها في شتى المجالات ولما لاصرارها الدائم على نيل مكتسباتها من دليل على عمق فكرها فقد كانت ومازالت النموذج الأول للمرأة في دول الخليج العربي، فهي رائدة في شتى المجالات وباعتراف شقيقاتها في الدول العربية اللواتي يفتخرن بنضال المرأة الكويتيةِِ اليوم نطرق باب النقابات عمل المرأة في مجال العمل النقابي سواء بالأمس أو اليوم لناخذ فكرة بسيطة عن تاريخ المرأة في العمل النقابي
لجنة المرأة العربية العاملة
بداية كان لنا هذا الحديث مع تسلم بنت المختار من جمهورية موريتانيا العربية رئيسة لجنة المرأة العاملة في اتحاد العمال الموريتاني الذي تأسس في عام 1961 عضو لجنة المراة العربية العاملة في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي تواجدت في الكويت لحضور المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والمنعقد في ديسمبر 2005ِ
وتقول تسلم عن ما اضافه لها العمل النقابي كامرأة عربية ان وجودها في العمل النقابي بشكل عام وفي لجنة المرأة العربية بشكل خاص أضاف لها خبرة جيدة بالحركة النقابية العربية والدولية كما جعلها تدرك مدى التشابه في قضايا المرأة العربية سواء العامة أو المتعلقة بالعمل حيث تعاني من مشكلتين رئيسيتين وهما التمييز بين الرجل والمرأة والمقدرة على التوفيق بين الأسرة والعملِِِأما عن نشاطات لجنة المرأة العربية العاملة فهي تتضمن ورش عمل خاصة بتوعية المرأة بالحركة النقابية وبحث المشاكل الخاصة بالمرأة مثل مشاكل التحرش الجنسي والتي تم اصدار توصيات خاصة بها في يوليو 2005 في الاجتماع المنعقد للاتحاد بسورياِ
المرأة النقابية والتجربة الكويتية
وعن امكانية تسلم المرأة لرئاسة الاتحاد مستقبلا أجابت أنه من الصعب حدوث ذلك بسبب عدم طموحها لأن تصل الى هذا المنصب اضافة الى ان الترشيح يكون من قبل الاتحاد، ومازال الاتحاد لا يثق بمقدرات المرأة في مثل تلك المناصب وطبعا ذلك يرجع الى التقصير من قبل المرأة العربية لفرض وجودها مثل ما فعلت المرأة الكويتية على سبيل المثال، حيث كافحت من أجل حقها السياسي ولذلك حصلت عليهِلكن ذلك لا يلغي مسؤولية الاتحاد، فهم يطالبون الحكومات بتطبيق الديموقراطية والغاء كل أشكال التميز بينما هم في الواقع لا يطبقون ما يطالبون به ان على المرأة العربية ان تكافح من اجل فرض وجودها في تلك المحافل الدوليةِكما ان لجنة المرأة العربية العاملة هي كديكور في الاتحاد لأنها لا تملك سلطة القرار فالقرار بيد الأمانة العامةِ
وحول القرار المتعلق بالوفود الرسمية للاتحاد وفحواه بان تكون كافة الوفود النقابية الممثلة في المؤتمرات الدولية والاقليمية بها ما لايقل عن نسبة 25% نساء أجابت قائلة لا يوجد الا أنا في المؤتمر وسبب ذلك هو التقصير من المرأة نفسهاِ واختتمت بشكر القائمين على المؤتمر لما لاقته من ترحيب حار ليس بغريب على الشعب الكويتي المضيافِ
تاريخ نقابي نسائي
ومن العالم العربي تأخذكم قبس نقابي في رحلة عبر الذاكرة عن المسيرة النقابية لاحدى الرائدات في العمل النقابي وهي ليلى أحمد الكاتبة الصحفية بجريدة الرأي العام واحدى العضوات المؤسسات للجنة المرأة العاملة في الثمانيناتِِِ تقول احمد عن تجربتها: كنت اذهب مع صديقتي الصحافية الى النقابة ولم أكن أفقه فيها شيئا وكنت أذهب مجاملة لهاِِِ وفعلا انضممت الى النقابات في عام 82 عن طريق نقابة المواصلات حيث تعلمت منها أن الفكر والمضمون أعلى من الشعر والأدب وادين بذلك للصحفية غالية قباني والتي تعمل في مجلة الرجل الصادرة من لندنِفي بداية انضمامي للنقابات كنت احاول استيعاب الأمور التي تدور في فلكها، الأطماع الاقتصادية في العالم، التحركات السياسية فلم يكن واردا الخوض في تفاصيل مثل المطالبة بلجنة او دور محدد في الحركة النقابية وهنا يأتي دور الرواد الاوائل من النقابيين من أمثال السيد حسين اليوحة حيث اثمن له وقفته الى جانبنا وايمانه باهمية المرأة في الكيان النقابي فقد أدخلنا في دورات نقابية وثقافية علمتنا ان لا نكون مهمشين وربت فينا روح النقد الموضوعيِ
انجازات حافلة نقابيا وشخصيا
وعن تجربتها في العمل النقابي تقول ليلى أحمد انها استمرت نحو اربع سنوات كانت حافلة بانجازات على صعيد العمل النقابي وعلى الصعيد الشخصي أيضا فلو لاحظنا حركة المرأة وتجربتها في العمل السياسي لوجدناها ضعيفة فكانت تطالب دون أن تنجز أي شيء للمرأة، كنت أتمنى أن يكون هنالك تواصل مع الجمعيات النسائية في مجال الأفكار الخاصة بالمرأة كالحضانات واجازة الأمومة لكن للأسف فإن الجمعيات النسائية هي عبارة عن ظهور شخصي أكثر من تلبية لحاجات المرأة بدليل أنه ليس هنالك دماء جديدة في تلك الجمعياتِِِ لكننا في لجنة المرأة طالبنا بعدة امور أذكر منها حضانات تربوية مرفقة بدور العمل، مهرجانات رسم للأطفال، حتى أننا عملنا قمصانا من اجل المطالبة بمقاطعة البضائع الأميركية في احدى الفتراتِلكن للأسف بقيت تلك مطالبات بسبب عدم الاستمرارية في المطالبة فالأهم هو الاستمراريةِِِ فللأسف لقد تم حل لجنة المرأة العاملة في الثمانينات وذلك بسبب تدخل بعض أعضاء مجلس الادارة من اجل وضع أشخاص ليس لهم اي دراية بالوعي النقابي والقصد منها هو صراع وتشويش حيث أحسسنا باننا في وضع سخيف ولهذا تركناها ولم تستمر اللجنة البديلة أكثر من 6 أشهر ولولا ذلك لاستمرت اللجنة ولأصبح لها كيان مستقلِ
أما على الصعيد الشخصي فقد نظم لي العمل النقابي الفوضى التي كنت فيها وعمق الرؤية، وقلل من الجموح والمبادىء الثورية، وأهمية الموضوعية في الحوار والنقدِِ مما وجهني لدراسة النقد المسرحي ولولا دور النقابات لما استمررت بنفس مقاتل في المجتمع العربي حيث ان قوانين الصحافة لا تشجع على الاستمرارِِِِكذلك وقد كان دوما بصحبتي ابني وغالبية العضوات يصطحبن أبناءهن الى النقابات حيث كان تواجده الدائم بصحبتي مؤثرا فيه من ناحية أنه جعل لي ولدا بارا أفخر به ومن ناحية أخرى اصبح في يوم من الأيام رئيس الاتحاد الوطني لطلبة اميركا حيث تشرب دور النقابات والحركة النقابية منذ طفولتهِ
حال الحركة العمالية الآن
وعن رأيها في الحركة النقابية حاليا، قالت للأسف تكالبت عليها الظروف ووزارة الشؤون فقد كانت سابقا مجموعة حضرية بدوية متكاتفة لكن الآن تنخر جسدها المذاهب والقبليةِ كماان النشاطات المصاحبة للحركة العمالية غير مفعلة مثل معهد الثقافة العمالية، ومجلات الاتحادات لا تصدر بصفة دورية ولكن متواترةِِ واتمنى للعهد القديم ان يعود، ويعود للحركة مجدها السابق ودورها الرائدِ
اما عن المرأة اليوم وتجربتها في العمل النقابيِِِفتقول منى الفزيع الكاتبة الصحفية في جريدة كويت تايمز والعضوة في العديد من الجمعيات المحلية والعربية والاجنبية عن بداياتها في العمل النقابي:
البداية قديمة وتعود للفترة الاولى من عملي الصحفي وحرصي على تطوير ذاتي وقدراتي المهنية وتغطية بعض الموضوعات الصحفية وبالتالي كان لدي الاهتمام بالمشاركة في العديد من الجمعيات المجتمعية خاصة تلك التي تحرص على تقديم انشطة لمصلحة التنمية في المجتمعِوانا اعتز بعلاقات الصداقة المتينة التي لدي مع العديد من الفعاليات النسائية النشطة في العديد من دول العالم العربي والغربي وحتى مع دول بعيدة في موقعها الجغرافي، ولكن صداقتي بإعلامياتها تجعلنا قريبين ونلتقي بين فترة واخري للتحاور والنقاش فهموم الصحافي او الاعلامي مشتركة لا يفرقها بحر ولا محيط وخصوصا الاعلامي في الوطن العربي وهذا أمر اعتز به كثيراِوقد ساهمت عضويتي في العديد من الجمعيات والنقابات في التقائي بالعديد من الشخصيات المفكرة والمبدعة كل في مجالهِ
أسلوب التزكية
وعن الحركة النقابية في الكويت تقول الفزيع العمل النقابي في الكويت عمره كبير إلا أن انجازاته قليلة شأنه كجمعيات النفع العام التي لم تحقق انجازات تتناسب مع أحلام وطموحات الإنسان الكويتي، وانا بصراحة اعتقد انه من أنشط القطاعات في الكويت على الرغم مما يثار حول هذا القطاع من نقد ورغم قلة موارده لا يزال يناضل ليقدم الأفضل لإرضاء الناسِِِِومن المؤسف ان اغلب جمعيات النفع العام تخشى التغيير المجتمعي لانه سوف يقوض أركانها ولذا فاغلب جمعيات النفع العام تمتهن أسلوب التزكية لأعضاء مجلس إدارتها وهذا امر ارفضه انا كليا وارى ان لا بد من فتح المجال لاسلوب الانتخاب وان يصدر قرار من وزارة الشؤون ينظم هذا الامر وألا يسمح للجمعيات تلك ان تتخذ من حق مكتسب، ودعم الدولة وسيلة تتربع بها على عمل مجتمعي ملك للمجتمع وليس لأفراد مهما كانواِ
تدخل الدولة ضرورة
وتعتقد الفزيع أن تدخل الدولة في تنظيم العمل النقابي ضرورة لوقف الفوضى الحالية، فكل يوم نرى مجموعة أصدقاء قرروا أن ينظموا نقابة تقوم على معايير الصداقة والمعرفة والدعم المادي من متنفذين أو غيرهم، وهذا امر غير صحي وخطير على المدى البعيد ولا يتناسب مع مبادئ الديموقراطية التي نردد إيماننا بهاِ
واختتمت حديثها بالقول إن الحركة النقابية الان بحاجة الى انقاذ واصلاح شاملين ووضع فلسفة واضحة وصريحة تجاه ما يدور ويحدث دون مجاملة لتيار او افرادِ
طموحات نقابية
أما عمشة حسين الدوسري رئيسة لجنة المرأة في نقابة النفط والطاقة وعضو الاتحاد العام للمرأةِِِفتقول عن بدايتها مع العمل النقابي انها كانت عن طريق الانتساب الى عضوية النقابة ثم المشاركة في النشاطات الفعلية مثل اقامة الحفلات لتكريم الطلبة المتفوقين وحفلات القرقيعان وحضور الدورات التدريبية الخاصة بالنقابيين ومنتديات ومناقشات الأحداث الحديثة التي تطرأ على العامل الكويتيِِ
وعن طموحاتها في العمل النقابي تقول انها تتمثل في ان تكون ضمن الادارة النقابية وعضوية منظمة العمل الدولية، وتدين بالفضل للعمل النقابي لأنه عرفها على العديد من الزملاء النقابيين في الاتحادات الأخرى لمناقشة الاحداث الجديدة على الساحة النقابية، وأعطاها الفرصة للتعبير عن رأيها دون تحفظ واعطاء صورة جيدة عن المرأة الكويتية العاملةِِِ
النقابة والبرلمان
وعن الحركة النقابية حاليا وانجازاتها تقول عمشة إن الادارة النقابية حاليا مع التطور السريع ومع قوة المنافسة والتحدي في ادخال المرأة النقابية في شتى المجالات واشراكها في نشاطات داخل الكويت وخارجها، مما يعطي صورة مشرفة عن الوجه الحضاري في الكويتِِ في اعتقادي ان النقابة هي عالم مصغر عن البرلمان، والتجربة النقابية مفيدة لمن تنوي الترشح لدخول البرلمان كما انها توفر تسويقا اعلاميا للمرأةِِ
التفرغ النقابي للرجال فقط
وعن ضعف مشاركة المرأة في العمل النقابي ارجعت ذلك لأسباب عدة منها: المرأة نفسها وعدم رغبتها في مزيد من الأعمال، فيكفي عملها وبيتهاِِِ كما ان التفرغ يمنح فقط لأعضاء مجلس الادارة وغالبيتهم رجال مما يثنيها عن تحمل مزيد من المسؤوليات، لكن للامانة الزملاء النقابيين يشجعونها وينظرون اليها نظرة كلها احترام وتقديرِِِ وفي آخر اللقاء دعت عمشة المرأة الكويتية للانخراط في العمل النقابي الذي سيوفر لها جزءا من الوعي الذي تحتاجه لتفهم التطورات السياسية والاصلاحية في الدولةِِ كما انه سيوفر لها ثقافة مهمة في مجال حقوق المرأة العاملة التي هي جزء من مستقبل المرأة سياسيا في الكويتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق